والحسبان : سهام صغار. وقيل : منه (وَيُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ) (١).
فصل : قوله (وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ) الاية : ٢٠٣.
هذا أمر من الله تعالى للمكلفين أن يذكروا الله في الأيام المعدودات ، وهي أيام التشريق ثلاثة أيام بعد يوم النحر ، وهو قول ابن عباس والحسن ومالك.
والأيام المعلومات عشر ذي الحجة ، وهو قول ابن عباس أيضا. وذكر الفراء أن المعلومات هي أيام التشريق والمعدودات العشر ، وفيه خلاف. وسميت معدودات لأنها قلائل كما قال (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ) (٢) أي : قليلة.
والاية تدل على وجوب التكبير في هذه الأيام ، وهو أن يقول : الله أكبر الله أكبر لا اله الا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. وبه قال الحسن والجبائي وزاد أصحابنا على هذا القدر «الله أكبر الله أكبر على ما هدانا ، والحمد لله على ما أولانا ورزقنا من بهيمة الانعام».
وأول التكبير عندنا لمن كان بمنى عقيب الظهر من يوم النحر الى الفجر يوم الرابع من النحر عقيب خمس عشر صلاة ، وفي الأمصار عقيب الظهر من يوم النحر الى عقيب الفجر يوم الثاني من التشريق عقيب عشر صلوات.
فصل : قوله (وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ) الاية : ٢٠٥.
الاية تدل على فساد قول المجبرة : ان الله تعالى يريد القبائح ، لان الله نفى عن نفسه محبة الفساد ، فالمحبة هي الارادة ، لان كل ما أحب الله أن يكون فقد أراد أن يكون ، وما لا يحب أن يكون لا يريد أن يكون.
فصل : قوله (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) الاية : ٢٠٧.
__________________
(١). سورة الكهف : ٤١.
(٢). سورة يوسف : ٢٠.