فصل : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا) الاية : ٢١٨.
الهجر ضد الوصل هجره يهجره هجرا ومهاجرة وهجرانا إذا قطع مواصلته والهجر ما لا ينبغي من الكلام ، تقول : هجر المريض يهجر هجرا ، لأنه قال ما ينبغي أن يهجر من الكلام ، وما زال ذلك هجيره أي دأبه ، وسمي المهاجرون لهجرتهم قومهم وأرضهم.
فصل : قوله (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما) الاية : ٢١٩.
قال أكثر المفسرين : الخمر عصيب العنب إذا اشتد. وقال جمهور أهل المدينة كل ما أسكر كثيره فهو خمر ، وهو الظاهر في رواياتنا.
وأما اشتقاقه في اللغة أخمر القوم اخمارا إذا تواروا في الشجر ، ويقال لما سترك من شجر خمرى مقصورا ، وخمرت الإناء وغيره تخميرا إذا غطيته.
والخمار يعقبه شرب الخمر ، والمخامرة المقابرة ، والخمر ما وأراك من الشجر وغيره ، والخمرة شبيهة بالسجادة ، ودخل في خمار الناس ، أي : دخل في جماعتهم ، وأصل الباب الستر.
والميسر قال ابن عباس وعبد الله بن مسعود والحسن وقتادة ومجاهد وابن سيرين : هو القمار كله ، وهو الظاهر في رواياتنا. واشتق الميسر من اليسر ، وهو وجوب الشيء لصاحبه ، والياسر الواجب بقداح وجب لك أو غير ذلك وقيل للمقابر ياسر ويسر ، قال النابغة :
أو ياسر ذهب القداح بوفره |
|
أسف تآكله الصديق مخلع (١) |
يعني : القامر. وقيل : أخذ من التجزءة ، لان كل شيء جزأته فقد يسرته ، والياسر : الجازر. والميسر : الجزور.
__________________
(١). تفسير الطبري ٤ / ٣٢٢.