بغوايتي.
والطاغوت الشيطان. وقيل : هو الكاهن. وقيل : هي الأصنام.
وقوله (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى) فالعروة الوثقى الايمان بالله ، عن مجاهد وقال الازهري : العروة كل نبات له أصل ثابت ، كالشيح والقيصوم وغيره ، شبهت عرى الأشياء في لزومها.
وقوله (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ) انما أضاف إخراجهم من النور الذي هو الايمان الى الكفر الى الطاغوت لما كان ذلك باغوائهم ودعائهم وأنهم كفروا عند ذلك ، فأضاف ذلك اليهم ، فهو عكس الاول.
فان قيل : كيف يخرجونهم من النور وما دخلوا فيه؟
قلنا : عنه جوابان ، أحدهما : أن ذلك يجري مجرى قولهم : أخرجني والدي من ميراثه ولم يدخل فيه ، وانما ذلك لأنه لو لم يفعل ما فعل لدخل فيه ، فهو لذلك بمنزلة الداخل فيه الذي أخرج منه ، قال الغنوي :
فان تكن الأيام أحسن مرة |
|
الي فقد عادت لهن ذنوب (١) |
ولم يكن لها ذنوب قبل ذلك.
والوجه الثاني : قال مجاهد : انه في قوم ارتدوا عن الإسلام ، والاول أليق بمذهبنا ، لان عندنا لا يجوز أن يرتد المؤمن على الحقيقة.
فصل : قوله (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ) الاية : ٢٥٨.
فان قيل : كيف يجوز أن يؤتى الله الكافر الملك؟
قيل : الملك على وجهين :
أحدهما : يكون بكثرة المال واتساع الحال ، فهذا يجوز أن ينعم الله عزوجل
__________________
(١). العقد الفريد ٣ / ٢١٧.