والانعدال الى الجانب ، وقلم محرف قد عدل بقطته عن الاستواء الى جانب.
وقال مجاهد : معنى على حرف على شك. وقال الحسن : يعبد الله على حرف يعني المنافق يعبده بلسانه دون قبله.
وقيل : على حرف الطريقة لا يدخل فيه على تمكين.
وقوله (فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ) قال ابن عباس : كان بعضهم إذا قدم المدينة ، فان صح جسمه ونتجت فرسه مهرا حسنا وولدت امرأته غلاما رضي به واطمأن اليه ، وان أصابه وجع المدينة وولدت امرأته جارية وتأخرت عنه الصدقة قال : ما أصبت منذ كنت على ديني هذا الا شرا وكل ذلك عدم البصيرة.
فصل : قوله (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ. أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ) الاية : ١٧ ـ ١٨.
قوله (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) أي : عالم بما من شأنه أن يشاهد ، فالله تعالى يعلمه قبل أن يكون ، لأنه علام الغيوب.
وقوله (يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) من العقلاء (وَ) يسجد له (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ) ، فسجود الجماد هو ما فيه من ذلة الخضوع التي تدعو العارفين الى السجود سجود العبادة لله المالك للأمور ، وسجود العقلاء هو الخضوع له تعالى.
وقوله (مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) وان كان ظاهره العموم فالمراد به الخصوص ، إذا حملنا السجود على العبادة والخضوع ، لأنا علمنا أن كثيرا من الخلق كافرون بالله تعالى ، ولذلك قال (وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ