الزيتونة [الشامية] قيل : لان زيتون الشام أبرك. وقيل : وصفه بالبركة لان الزيتون يورق من أوله الى آخره.
وقوله (لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) قال ابن عباس في رواية : معناه لا شرقية بشروق الشمس عليها فقط ، ولا غربية بغروبها عليها فقط ، بل هي شرقية وغربية يأخذ حظها من الامرين ، فهو أجود لزيتها. وقيل : معناه انها وسط الشجر (١). وقال قتادة : هي ضاحية للشمس.
فصل : قوله (يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ) الاية : ٣٧.
أي : يخافون أهوال يوم تتقلب فيه القلوب من عظم أهواله والأبصار من شدة ما يعاينه.
وقيل : تتقلب القلوب ببلوغها الحناجر ، وتتقلب الأبصار بالعمى بعد البصر.
وقال البلخي : معناه : ان القلوب تنتقل من الشك التي كانت عليه الى اليقين والايمان ، وأن الأبصار تتقلب عما كانت عليه لأنها تشاهد من أهوال ذلك اليوم ما لم تعرفه ، ومثله قوله (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا) (٢) الاية.
ثم أخبر تعالى بأنه يرزق من يشاء بغير حساب أي : من كثرته لا يحسب ، ويجوز أن يكون المراد بغير مجازاة على عمل ، بل تفضل منه تعالى ، والثواب لا يكون الا بحساب ، والتفضل يكون بغير حساب.
وقوله (وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ) أي : سريع المجازاة ، لان كل ما هو آت قريب سريع.
وقال الجبائي : لأنه يحاسب الجميع في وقت واحد ، وذلك يدل على أنه لا يتكلم بآلة وأنه ليس بجسم ، لأنه لو كان متكلما بآلة لما يأتي ذلك الا في أزمان كثيرة ثم شبه تعالى أفعال الكافر بمثال آخر ، فقال «أو كظلمات في بحر لجي».
__________________
(١). في التبيان : البحر.
(٢). سورة ق : ٢٢.