ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ. وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ. وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ. أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ) الآيات : ٤٧ ـ ٥٠.
فهؤلاء المنافقون دعوا الى رسول الله ليحكم الله بينهم في شيء اختلفوا فيه فامتنعوا ظلما لأنفسهم وكفرا بنبيهم ، ففضحهم الله بما أظهر من جهلهم ونفاقهم.
وقيل : انها نزلت في رجل من المنافقين كان بينه وبين رجل من اليهود حكومة فدعاه اليهودي الى رسول الله صلىاللهعليهوآله ودعاه المنافق الى كعب الأشرف.
وقيل : انها نزلت في علي عليهالسلام ورجل من بني أمية ، دعاه علي الى رسول الله ودعاه الاموي الى اليهودي ، وكان بينهما منازعة في ماء وأرض.
وحكى البلخي أنه كانت بين علي وعثمان منازعة في أرض اشتراها من علي فخرجت فيها أحجار وأراد ردها بالعيب ، فلم يأخذها ، فقال : بيني وبينك رسول الله ، فقال الحكم بن أبي العاص : ان حاكمته الى ابن عمه حكم له ، فلا تحاكمه اليه ، فأنزل الله الاية.
فصل : قوله (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً) الاية : ٥٥.
استدل الجبائي ومن تابعه على امامة الخلفاء الاربعة بهذه الاية ، بأن قال : الاستخلاف المذكور في الاية لم يكن الا لهؤلاء ، لان التمكين المذكور في الاية انما حصل في أيام أبي بكر وعمر ، لان الفتوح كانت في أيامهم ، فأبو بكر فتح بلاد العرب وطرفا من بلاد العجم ، وعمر فتح مدائن كسرى الى حد خراسان وسجستان وغيرها.
وإذا كان التمكين والاستخلاف هاهنا ليس هو الا لهؤلاء الائمة وأصحابهم ،