قيل : في معناه قولان : أحدهما ـ احذروا دعاءه عليكم إذا أسخطتموه ، فان دعاءه موجب ليس كدعاء غيره ، ذكره ابن عباس.
وقال مجاهد وقتادة : ادعوه بالخضوع والتعظيم وقولوا يا رسول الله يا نبي الله ولا تقولوا يا محمد ، كما يقول بعضكم لبعض.
وقوله (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً) معناه : انه إذا تسلل واحد منكم من عند النبي عليهالسلام فان الله عالم به. وقال الحسن : معنى (لِواذاً) فرارا من الجهاد.
ثم حذرهم من مخالفة رسوله بقوله (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ) وانما دخلت (عَنْ) في قوله (عَنْ أَمْرِهِ) لان المعنى يعرضون عن أمره.
وفي ذلك دلالة على أن أوامر النبي عليهالسلام على الإيجاب ، لأنها لو لم تكن كذلك لما حذر من مخالفته ، وليس المخالفة هو أن يفعل خلاف ما أمره ، لان ذلك ضرب من المخالفة ، وقد يكون مخالفا بأن لا يفعل ما أمره به ، ولو كان الامر على الندب لجاز تركه وفعل خلافه.
وقوله (أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ) أي : بلية تظهر ما في قلوبهم من النفاق. والفتنة شدة في الدين تخرج ما في الضمير.
سورة الفرقان
فصل : قوله (تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ) الاية : ١.
معنى «تبارك» تقدس وجل بما لم يزل عليه من الصفات ، ولا يزال كذلك ولا يشاركه فيها غيره. وأصله من بروك الطير على الماء ، فكأنه قال : ثبت فيما لم يزل ولا يزال الذي نزل الفرقان.
وقال ابن عباس : تبارك تفاعل من البركة ، فكأنه قال : ثبت بكل بركة أوحل