بكل بركة.
وقال الحسن : معناه الذي تجيء البركة من قبله ، والبركة الخير الكثير. والفرقان هو القرآن ، يسمى فرقانا لأنه يفرق بين الصواب والخطأ والحق والباطل بما فيه.
فصل : قوله (وَلكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآباءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكانُوا قَوْماً بُوراً) الاية : ١٨.
أي : هلكى فاسدين. والبور الفاسد ، يقال : بارت السلعة تبور بورا إذا بقيت لا تشترى بقاء الفاسد الذي لا يراد.
والبائر الباقي على هذه الصفة. والبور مصدر كالزور لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث. وقيل : هو جمع بائر ، قال ابن الزبعري :
يا رسول الله المليك ان لساني |
|
راتق ما فتقت إذ أنا بور |
ونعوذ بالله من بوار الإثم.
فصل : قوله (وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً. وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً. أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً) الآيات : ٢٢ ـ ٢٤.
أي : حراما محرما ، وأصل الحجر الضيق ، يقال : حجر عليه يحجر حجرا أي ضيق ، والحجر الحرام لضيقه بالنهي عنه ، قال المتلمس :
حنت الى النخلة القصوى فقلت لها |
|
حجر حرام ألا تلك الدهاريس |
ومنه حجر القاضي عليه يحجر ، وحجر فلان على أهله ، ومنه حجر الكعبة لأنه لا يدخل اليه في الطواف ، وانما يطاف من ورائه لتضيقه بالنهي عنه. وقوله (لِذِي حِجْرٍ) (١) أي : لذي عقل لما فيه من التضييق في القبيح.
__________________
(١). سورة الفجر : ٥.