قيل : في معناه قولان :
أحدهما ـ قال الحسن والجبائي : زينا لهم أعمالهم التي أمرناهم بها ، فهم يتحيرون بالذهاب عنها.
الثاني : زينا لهم أعمالهم بخلقنا فيهم شهوة القبيح الداعية لهم الى فعل المعاصي ليجتنبوا المشتهى ، فهم يعمهون عن هذا ، أي : يتحيرون بالذهاب عنها.
فصل : قوله (إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ) الاية : ٧.
انما قال لامرأته «لعلي (آتِيكُمْ)» لأنه أقامها مقام الجماعة في الانس بها والسكون اليها في الامكنة الموحشة.
فصل : قوله (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ) الاية : ١٦.
أخبر الله تعالى أن سليمان ورث داود ، واختلفوا فيما ورث منه ، فقال أصحابنا : انه ورثه المال والعلم. وقال مخالفونا : انه ورثه العلم ، لقول النبي عليهالسلام : نحن معاشر الأنبياء لا نورث.
وحقيقة الميراث هو انتقال تركة الماضي بموته الى الثاني من ذوي قرابته ، وحقيقة ذلك في الأعيان. فإذا قيل ذلك في العلم كان مجازا ، وقولهم «العلماء ورثة الأنبياء» مجاز لما قلناه ، والخبر المروي عن النبي عليهالسلام خبر واحد لا يجوز أن يخص به عموم القرآن ولا نسخه به.
فصل : قوله (وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ. حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ) الاية : ١٧ ـ ١٨.
قال محمد بن كعب القرطي : كان عسكره مائة فرسخ ، خمسة وعشرون من الانس ، وخمسة وعشرون من الجن ، وخمسة وعشرون من الطيور ، وخمسة