وعشرون من الوحش.
وقوله (فَهُمْ يُوزَعُونَ) قال ابن عباس : يمنع أولهم على آخرهم.
قيل كانت معرفة النملة لسليمان على سبيل المعجزة الخارقة للعادة له عليهالسلام على غيره ، لأنه لا يمتنع أن تعرف البهيمة هذا الضرب ، كما تعرف كثيرا مما فيه نفعها وضرها ، فمن معرفة النملة أنها تكسر الحبة بقطعتين لئلا تنبت ، الا الكربزة فإنها تكسرها بأربع قطع ، لأنها تنبت إذا كسرت بقطعتين ، فمن هداها هو الذي يهديها الى ما يحطمها.
فصل : قوله (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ) الاية : ٢٠.
قيل : كان سبب تفقده الهدهد أنه احتاج اليه في سيره ليدله على الماء ، لأنه يقال : انه يرى الماء في بطن الأرض كما نراه في القارورة ، ذكره ابن عباس.
وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك : تعذيب الهدهد نتف ريشه وطرحه في الشمس.
قال الجبائي : لم يكن الهدهد عارفا بالله ، وانما أخبر بذلك كما يخبر مراهقوا صبياننا ، لأنه لا تكليف الأعلى الملائكة والانس والجن.
وهذا الذي ذكره خلاف الظاهر ، لان الاحتجاج الذي حكاه عن الهدهد احتجاج عارف بالله ، وبما يجوز عليه وما لا يجوز ، لأنه قال (وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ).
ولا يجوز أن يفرق بين الحق في السجود لله وبين الباطل الذي هو السجود للشمس ، وأن أحدهما حسن والاخر قبيح ، الامن كان عارفا بما يجوز عليه وما لا يجوز وذلك ينافي حال الصبيان ، ثم نسب تزيين عملهم الى الشيطان ، وهذا قول من عرفه وعرف ما يجوز عليه في عدله ، وأن القبيح لا يجوز عليه.