يدخله ويلوذ به ولا يتعرضوا له.
وفائدة الاية انا جعلنا الحرم آمنا لحرمة البيت ، مع أنهم كفار يعبدون الأصنام حين آمنوا على نفوسهم وأموالهم فلو آمنوا لكان أحرى بأن يؤمنهم الله وأولى بأن يمكن من مراداتهم.
وقوله (أُمَّ الْقُرى) قيل : في معنى أمها قولان : أحدهما ـ مكة ، والاخر في معظم القرى.
وقوله (ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ) قيل : ان كلا هاهنا البعض ، لأنا نعلم أنه ليس يجبى كثير من الثمرات الى مكة.
وقال قوم : ظاهر ذلك يقتضي أنه يجبى اليه جميع الثمرات اما رطبا واما يابسا ولا مانع يمنع منه.
فصل : قوله (فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ) الاية : ٦٦.
معنى (فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ) أي : هم لانسداد طريق الاخبار عليهم لم يجيبوا عما سئلوا عنه ، ولا يسأل بعضهم بعضا عنه لانقطاعهم عن الحجة.
ولا ينافي قوله (فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ) قوله في موضع آخر (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) (١) لان يوم القيامة مواطن يختلف حالهم فيها ، فمرة يطبق عليهم الحيرة فلا يتساءلون ، ومرة يفيقون فيتساءلون.
فصل : قوله (إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) الاية : ٧٦.
حكاية عما قال قوم قارون لقارون حين خوفوه بالله ونهوه عن الفرح بما آتاه الله من المال وأمروه بالشكر عليه.
والفرح المرح الذي يخرج الى الأشر وهو البطر ، ولذلك قال تعالى (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) لأنه إذا أطلق صفة فرح ، فهو الخارج بالمرح الى البطر.
__________________
(١). سورة الصافات : ٢٧.