وقوله (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) معناه : ولذكر الله إياكم برحمته أكبر من ذكركم إياه بطاعته.
وقيل : معناه ذكر العبد لربه أفضل من جميع عمله ، وهو قول قتادة وابن زيد.
فصل : قوله (وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ) الاية : ٤٨.
معناه : وما كنت أيضا تخط بيمينك ، وفيه اختصار وتقديره : ولو كنت تتلو الكتاب وتخطه باليمين (إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ). وقال المفسرون : انه لم يكن النبي عليهالسلام يحسن الكتابة.
والاية لا تدل على ذلك ، بل فيها أنه لم يكن يكتب الكتاب وقد لا يكتب الكتاب من يحسنه ، كما لا يكتب من لا يحسنه. وليس ذلك بنهي ، لأنه لو كان نهيا لكان الأجود أن يكون مفتوحا ، وان جاز الضم على وجه الاتباع لضمة الخاء كما تقول : رده ورده بالفتح والضم.
ثم بين تعالى أنه انما لم يكتب ، لأنه لو كتب لشك المبطلون في القرآن وقالوا : هو قراء الكتب أو هو يصنفه ويضم شيئا الى شيء في حال بعد حال ، فإذا لم يحسن الكتابة لم يسبق اليه الظن ، ثم قال (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ).
فصل : قوله (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ) الاية : ٥١.
الكفاية بلوغ حد ينافي الحاجة ، يقال : كفى يكفي كفاية فهو كاف.
وقيل : ان الاية نزلت في قوم كتبوا شيئا من كتب أهل الكتاب شبه الخرافات فقال الله تعالى (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ) القرآن ، تهديدا لهم ومنعا من التعرض لغيره.
والشاهد والشهيد واحد ، وفيه مبالغة ، والشهادة هي الخبر بالشيء عن مشاهدة تقوم به الحجة في حكم من أحكام الشرع ، ولذلك لم يكن خبر من لا تقوم به حجة في الزنا شهادة وكانوا قذفه.
فصل : قوله (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ) الاية : ٦٤.