لهن فيها.
وفي الناس من حمل الاية على النساء ، ومن ذكرناه من أهل البيت هربا مما قلناه ، وقال : إذا اجتمع المذكر والمؤنث غلب المذكر ، فكنى عنهم بكناية المذكر.
وهذا يبطل بما بيناه من الرواية عن أم سلمة وما يقتضيه من كون من تناولته معصوما ، فالنساء خارجات عن ذلك ، وقد استوفينا الكلام في هذه الاية في كتاب الامامة ، من أراده وقف عليه من هناك.
فصل : قوله (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) الآيات : ٣٦ ـ ٤٠.
بين الله تعالى في الاية أنه لم يكن (لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً) بمعنى إلزاما وحكما به (أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) أي : ليس لهم أن يتخيروا مع أمر رسول الله بشيء يدرك ما أمره به الى ما لم يأذن فيه. والخيرة ارادة اختيار الشيء على غيره.
وفي ذلك دلالة على فساد مذهب المجبرة في القضاء والقدر ، لأنه لو كان الله تعالى قضى المعاصي لم يكن لاحد الخيرة ولوجب عليه الوفاء به ، ومن خالف في ذلك كان عاصيا ، وذلك خلاف الإجماع.
ثم خاطب النبي عليهالسلام فقال واذكر يا محمد حين (تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ) يعني : بالهداية الى الايمان (وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ) بالعتق (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) أي : احبسها ولا تطلقها ، لان زيدا جاء الى النبي عليهالسلام مخاصما زوجته بنت جحش على أن يطلقها.
فوعظه النبي عليهالسلام فقال له : لا تطلقها وأمسكها (وَاتَّقِ اللهَ) في مفارقتها (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ) فالذي أخفي في نفسه أنه ان طلقها زيد تزوجها ، وخشي من اظهار هذا للناس.