وكان الله تعالى أمره يتزوجها إذا طلقها زيد ، فقال الله تعالى له : ان تركت اظهار هذا خشية الناس ، فترك إضماره خشية الله أحق وأولى.
وقال الحسن : معناه وتخشى عيب الناس. وروي عن عائشة أنها قالت : لو كتم رسول الله شيئا من الوحي لكتم (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ).
وقيل : ان زيدا لما جاء مخاصما زوجته ، فرآها النبي عليهالسلام فاستحسنها وتمنى أن يفارقها زيد حتى يتزوجها فكتم.
قال البلخي : وهذا جائز ، لان التمني هو ما طبع عليه البشر ، فلا شيء على أحد إذا تمنى شيئا استحسنه.
ثم قال (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ) نزلت في زيد بن حارثة ، لأنهم كانوا يسمونه زيد بن محمد ، فبين الله تعالى أن النبي عليهالسلام ليس بأبي أحد منهم من الرجال ، وانما هو أبو القاسم والطيب والمطهر وابراهيم ، وكلهم درجوا في الصغر ، ذكره قتادة.
ثم قال (وَلكِنْ) هو (رَسُولَ اللهِ) ومن استدل بقوله (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ) على أنه لم يكن الحسن والحسين عليهماالسلام أبناءه فقد أبعد ، لان الحسن والحسين كانا طفلين ، كما أنه كان أبا ابراهيم عليهالسلام وانما نفى أن يكون أبا للرجال البالغين.
فصل : قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَراحاً جَمِيلاً) الآيات : ٤٩ ـ ٥٠.
خاطب الله تعالى بالاية المؤمنين المصدقين بوحدانيته المقرين بنبوة نبيه بأنه إذا نكح واحد منهم مؤمنة نكاحا صحيحا ، ثم طلقها قبل أن يمسها ، بمعنى قبل