عليه هو ما يفعل به من كراماته وتفضيله وأعلى درجاته ورفع منازله وثنائه عليه ، وغير ذلك من أنواع إكرامه. وصلاة الملائكة مسألتهم الله تعالى أن يفعل به عليهالسلام مثل ذلك.
وزعم بعضهم أن يصلون فيه ضمير الملائكة دون اسم الله ، مع افراده (١) بأن الله يصلي على النبي ، لكنه يذهب في ذلك الى أن في افراده بالذكر تعظيما ، ذكره الجبائي.
ثم أمر تعالى المؤمنين المصدقين بوحدانية المقرين بنبوة نبيه أن يصلوا أيضا عليه ، وهو أن يقولوا : اللهم صل على محمد وآل محمد ، كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم. في قول ابن عباس.
ثم أمر المؤمنين أيضا بأن يسلموا لأمره تعالى وأمر رسوله تسليما في جميع ما يأمرهم به. والتسليم هو الدعاء بالسلامة ، كقولهم : سلمك الله ، والسلام عليك ورحمة الله. وكقولك : السلام عليك يا رسول الله.
والجلابيب جمع جلباب ، وهو خمار المرأة ، وهي المقنعة تغطي جبينها ورأسها إذا خرجت لحاجة ، بخلاف خروج الإماء اللاتي يخرجن مكشفات الرؤوس والجباه في قول ابن عباس ومجاهد.
وقال الحسن : الجلابيب الملاحف تدينها المرأة على وجهها «ذلك أدنى أن يعرفن» من الإماء ومن أهل الريبة «فلا يؤذين».
«والمرجفون في المدينة» فالارجاف اشاعة الباطل للاغتمام به ، فالمرجفون هم الذين كانوا يطرحون الاخبار الكاذبة بما يشتغلون به قلوب المؤمنين.
فصل : قوله (رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا) الاية : ٦٧.
__________________
(١). في التبيان : إقراره.