الاجتباء اختيار معالي الأمور للمجتبى ، مثل ما اختاره الله تعالى ليوسف من الخصال الكريمة والأمور السنية.
فصل : قوله (إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ) الاية : ٨.
العصبة : الجماعة التي يتعصب (١) بعضها لبعض وكانوا عشرة. والعصبة تقع على جماعة من عشرة الى خمسة عشر ، ولا واحد له من لفظه ، كالرهط والقوم والنفر.
وقوله «ان أبانا لفي ضلال مبين» معناه : الاخبار عن قولهم ان أبانا في ذهاب عن طريق الحق والصواب الذي فيه التعديل بل بيننا في المحبة ، ولم يريدوا الضلال في الدين ، لأنهم لو أرادوا ذلك لكانوا كفارا ، وذلك خلاف الإجماع.
وأكثر المفسرين على أن اخوة يوسف كانوا أنبياء. وقال قوم : لم يكونوا كذلك وهو مذهبنا ، لان الأنبياء لا يجوز أن تقع منهم القبائح وخاصة ما فعلوه مع أخيهم يوسف من طرحه في الجب وبيعهم إياه بالثمن البخس وادخالهم الغم به على أبيهم يعقوب ، وكل ذلك يبين أنهم لم يكونوا أنبياء.
فصل : قوله (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ) الاية : ١٠.
الالتقاط : تناول الشيء من الطريق ، ومنه اللقطة واللقيط ، ومعنى التقاطه أن يجدوه من غير أن يحتسبوه ، يقال : وردت الماء التقاطا إذا وردته من غير أن تحسبه.
فصل : قوله (وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ) الاية : ١١.
النصح : اخلاص العمل من فساد يتعمد ، ونقيضه الغش. والنصح في التوبة إخلاصها مما يفسدها ، وذلك واجب فيها ، وهي التوبة النصوح.
__________________
(١). في التبيان : يعين.