فصل : قوله (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) الاية : ١٢.
معناه : أحصينا كل شيء أحصيناه في كتاب ظاهر ، وهو اللوح المحفوظ.
والوجه في احصاء ذلك في امام مبين اعتبار الملائكة به إذا قابلوا به ما يحدث من الأمور ، وكان فيه دليل على معلومات الله على التفصيل.
فصل : قوله (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) الاية : ٤٠.
يعني : الشمس والقمر والكواكب يسبحون في الفلك. وانما جمعه بالواو والنون لما أضاف اليها أفعال الآدميين.
وقيل : الفلك مواضع النجوم من الهواء الذي يجري فيه ومعنى (يَسْبَحُونَ) يسيرون فيه بانبساط ، وكل ما انبسط في شيء فقد سبح ، ومنه السباحة في الماء.
فصل : قوله (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) الآيات : ٥١ ـ ٥٢.
قيل : ان الصور قرن ينفخ فيه إسرافيل ، فيخرج من جوفه صوت عظيم تميل العباد اليه ، لأنه كالداعي لهم الى نفسه.
وقال أبو عبيدة : الصور جمع صورة مثل بسرة وبسر ، وهو مشتق من الميل صاره يصوره صورا إذا أماله ، ومنه قوله (فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ) (١) أي : أملهن اليك ومنه الصورة لأنها تميل الى مثلها بالمشاكلة.
ثم حكى ما يقول الخلائق إذا حشروا ، فإنهم يقولون (يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا) أي : من حشرنا من منامنا الذي كنا فيه نياما ، ثم يقولون (هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) فيما أخبرونا عن هذا المقام وعن البعث.
فان قيل : هذا ينافي قول المسلمين الذين يقولون : الكافر يعذب في قبره ، لأنه لو كان معذبا لما كان في المنام.
قيل : يحتمل أن يكون العذاب في القبر ، ويتصل الى يوم البعث ، فتكون
__________________
(١). سورة البقرة : ٢٦٠.