ولا يسكرون. والنزيف السكران لأنه ينزف عقله.
فصل : قوله (أَإِنَّا لَمَدِينُونَ) الاية : ٥٣.
معناه : لمجزيون مشتق من قولهم «كما تدين تدان» أي : كما تجزي تجزى ، والدين الحساب ، ومنه الدين لان جزاءه القضاء.
وقال ابن عباس : القرين الذي كان شريكا له كان من الناس. وقال مجاهد : كان شيطانا.
فصل : قوله (لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ) الآيات : ٦١ ـ ٧٠.
يقول الله تعالى ثم تمام الحكاية عن قول المؤمن للكافر (لِمِثْلِ هذا) يعني لمثل ثواب الجنة ونعيمها (فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ) في دار التكليف ، ويحسن من العامل أن يعمل العمل للثواب إذا أوقعه على الوجه الذي تدعو اليه الحكمة من وجوب أو ندب.
قال الرماني : ألا ترى أنه لو عمل القبيح ليثاب على ما تدعو اليه الحكمة لاستحق الثواب إذا خلص من الإحباط.
وهذا الذي ذكره غير صحيح ، لان القبيح لا يجوز أن يستحق عليه الثواب على وجه ، فان عرض في القبيح وجوه كثيرة من وجوه الحسن ، فانه لا يعتد بها.
فان علمنا فيما ظاهره القبح أنه وقع على وجه يستحق به الثواب علمنا أنه خرج من كونه قبيحا ، ومثال ذلك اظهار كلمة الكفر عند الإكراه عليها ، أو الإنكار لكون نبي بحضرته لمن يطلبه ليقتله ، فان هذا وان كان كذبا في الظاهر ، فلا بد أن يؤري المظهر بما يخرجه عن كونه كاذبا ، ومتى لم يحسن التورية منع الله من اكراهه عليه.
وفي الناس من يقول : يجب عليه الصبر على القتل ولا يحسن منه الكذب ، ومتى كان ممن يحسن التورية ولم يور كان القول منه كذبا وقبيحا ولا يستحق به الثواب.