كأنه شيطان.
والثاني : أنه شبه برأس حية تسميها العرب شيطانا.
الثالث : أنه شبه بنبت معروف برءوس الشياطين.
فصل : قوله (وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ. وَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) الآيات : ٧٥ ـ ٧٦.
فالنجاة هو الرفع من الهلاك ، وأصله الرفع ، فمنه النجوة المرتفع من المكان ، ومنه النجي النجي كقولهم الوحى الوحى ، والاستنجاء رفع الحدث.
والكرب الحر (١) الثقيل على القلب ، والكرب (٢) تحرير الأرض بإصلاحها للزراعة ، والكرب هو الذي يحمي قلب النخلة باحاطته بها وصيانته لها.
فصل : قوله (إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ. ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ. وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) الآيات : ٨١ ـ ٨٣.
الشيعة الجماعة التابعة لرئيس لهم ، وصار بالعرف عبارة عن شيعة علي عليهالسلام الذين معه على أعدائه.
وقيل : من شيعة نوح ابراهيم ، يعني انه على منهاجه وسنته في التوحيد والعدل واتباع الحق.
فصل : قوله (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ. فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ) الآيات : ٨٨ ـ ٨٩.
قيل : معناه (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ) أنه استدل بها على وقت حمى كانت تعتاده (فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ) ومن اشرف على شيء جاز أن يقال : انه فيه ، كما قال تعالى (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (٣) ولم يكن نظره في النجوم على حسب نظر
__________________
(١). في التبيان : الحزن.
(٢). في النسخ : والكراب.
(٣). سورة الزمر : ٣٠.