بهذا الوعيد والقط الكتاب ، قال الأعشى :
ولا الملك النعمان يوم لقيته |
|
بنعمته (١) يعطي القطوط ويأفق (٢) |
فصل : قوله (وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ) الآيات : ٢١ ـ ٢٥.
يعني : حين صعدوا المحراب.
والخصم هو المدعي على غيره حقا من الحقوق المنازع له فيه ، ويعبر به عن الواحد والاثنين والجماعة بلفظ واحد ، لان أصله المصدر ، ولذلك قال (إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ) لأنه أراد المدعي والمدعى عليه ومن تبعهما ، فلا يمكن أن يتعلق به في أن أقل الجمع اثنان.
والتسور الإتيان من جهة السور ، يقال : تسور فلان الدار إذا أتاها من قبل سورها ، وكانوا أتوه من أعلى المحراب ، فلذلك فزع منهم.
والمحراب مجلس الاشراف الذي يحارب دونه لشرف صاحبه ، ومنه سمي المصلي محرابا ، وموضع القبلة أيضا محراب.
وقوله (خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ) لأنهما كانا ملكين ولم يكونا خصمين ولا بغى أحدهما على الاخر ، وانما هو على المثل.
(فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ) معناه : ولا تجاوز الحق. وقال أبو مسلم محمد بن بحر الاصبهاني : الخصمان من ولد آدم ولم يكونا ملكين.
وقوله فقال (إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ) قال وهب بن منبه : يعني أخي في ديني. وقال أكثر المفسرين : انه كنى بالنعاج عن تسع وتسعين امرأة كانت له ، وأن الاخر له نعجة واحدة يعني امرأة واحدة. وقال الحسن : لم يكن له تسع وتسعون امرأة وانما هو على وجه المثل.
__________________
(١). في التبيان : بأمته.
(٢). ديوان الأعشى ص ١١٧.