وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الآيات : ٢١ ـ ٢٣.
الاجتراح الاكتساب ، اجترح السيئة اجتراحا أي اكتسبها من الجراح ، لان له تأثيرا كتأثير الجراح ، ومثله الافتراف ، وهو مشتق من قرف القرحة ، والسيئة هي التي يسوء صاحبها ، وهي الفعلة القبيحة.
قال الرماني : القبيح ما ليس للقادر عليه فعله ، والحسن هو ما للقادر عليه أن يفعله ، وكل فعل وقع لا لأمر من الأمور فهو لغو لا ينسب الى الحكمة ولا الى السفه.
ثم قال (أَفَرَأَيْتَ) يا محمد (مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) وانما سمى الهوى إلها من حيث أن العاصي يتبع هواه ، ويرتكب ما يدعوه اليه ، ولم يرد أنه يعبد هواه ، أو يعتقد أنه يحق له العبادة ، لان ذلك لا يعتقده أحد.
قال الحسن : معناه اتخذ إلهه بهواه ، لان الله تعالى يحب أن يعرف بحجة العقل لا بالهوى. وقال ابن عباس : معناه أفرأيت من اتخذ دينه ما يهواه ، لأنه يتخذه بغير هدى من الله ولا برهان.
وقوله (وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلْمٍ) معناه حكم بضلاله عالما بعدوله عن الحق. ويحتمل أن يكون المعنى يعدل الله به عن طريق الجنة الى طريق النار جزاء على فعله عالما بأنه يستحق ذلك.
(وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ) وقد فسرناه فيما مضى ، ومعناه أنه يجعل عليهما علامة تدل على كفره وضلاله واستحقاقه للعقاب ، لا أنه يفعل فيهما ما يمنع من فعل الايمان والطاعات.
سورة الأحقاف
فصل : قوله (قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ) الآيات : ٩ ـ ١٠.