الزرع طرح الحب في الأرض بالدفن مع التعاهد له بالسقي ، تقول : زرع يزرع زرعا وازدرع ازدراعا وزارعه مزارعة.
والحصد قطع الزرع ، حصده يحصده حصدا ، واستحصد الزرع إذا حان حصاده.
فصل : قوله (وَقالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ) الاية : ٥٠.
الملك هو القادر الواسع المقدور الذي اليه السياسة والتدبير ، وكان هذا الملك ملك مصر.
ويجوز أن يمكن الله الظالم من الظلم وينهاه عن فعله ، ولا يجوز أن يملكه الظلم ، لان ما يملكه فقد جعل له ، وذلك لا يليق بعدله ، وعلى هذا إذا مكن الله تعالى من الظلم أو الغصب لا يكون ملكه ، لأنه لم يجعل له التصرف فيه ، بل زجره عنه.
فصل : قوله (اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ) الاية : ٥٥.
طلب اليه ذلك ليحفظ ذلك عمن لا يستحقه ويوصله الى الوجوه التي يجب صرف الأموال اليها ، فلذلك رغب الى الملك فيه ، لان الأنبياء لا يجوز أن يرغبوا في جمع أموال الدنيا إلا لما قلناه.
وقوله «اني حفيظ عليم» معناه حافظ للمال عمن لا يستحقه عليم بالوجوه التي يجب صرفها اليه.
وفي الاية دلالة على جواز تقلد الامر من قبل السلطان الجائر إذا تمكن معه من إيصال الحق الى مستحقه.
فصل : قوله (وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها) الاية : ٥٦.
التبوء هو اتخاذ منزل يرجع اليه ، وأصله الرجوع من (باؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ) قال الشاعر :
فان تكن القتلى بواء فإنكم |
|
فتى ما قتلتم آل عوف بن عامر |