(مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى) أي : ظهر لهم الطريق الواضح المفضي الى الجنة.
وليس في ذلك ما يدل على أن المؤمن على الحقيقة يجوز أن يكفر (١) ، لأنه لا يمتنع أن يكون المراد من رجع عن اظهار الايمان بعد وضوح الامر فيه وقيام الحجة بصحته.
فصل : قوله (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) الاية : ٣٠.
أي : في فحوى القول ومتضمنه ، ومنه قوله عليهالسلام «ولعل بعضكم ألحن بحجته» أي : أذهب بها في الجهات ، لقوته على تصريف الكلام. واللحن الذهاب عن الصواب في الاعراب. واللحن ذهاب بالكلام الى خلاف جهته.
فصل : قوله (وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ) الاية : ٣٥.
أي : لن ينقصكم أجور أعمالكم ، يقال : وتره يتره وترا إذا نقصه ، وهو قول مجاهد ، وأصله القطع فمنه البتر القطع بالقتل ، ومنه الوتر المنقطع بانفراده عن غيره.
سورة الفتح
فصل : قوله (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً. لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ) الاية : ١ ـ ٢.
قد بينا أن شيئا من القبائح لا يجوز على الأنبياء بحال ، على أن الصغائر تقع مكفرة محبطة لا يثبت عقابها ، فكيف يمتن الله تعالى على النبي بأنه يغفر هاله وهو تعالى لو واخذه بها لكان ظالما ، وانما يصح التمدح بماله المؤاخذة وله العفو ، فإذا غفر استحق بذلك الشكر.
وللاية وجهان من التأويل :
__________________
(١). في التبيان : يرتد.