معناه : ان المؤمن لا يكون مؤمنا كامل الايمان ، والثواب يواد من خالف حدود الله ويشاقه ويشاق رسوله.
معنى «يواده» يواله وان كان الذي يواده أباه أو أمه أو أخاه أو عشيرته ، فمن خالف ذلك ووالى من ذكرناه كان فاسقا ولا يكون كافرا ، وكل كافر فهو محاد لله ورسوله.
سورة الحشر
فصل : قوله (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ) الآيات : ١ ـ ٥.
قوله (لِأَوَّلِ الْحَشْرِ) قال قوم : أول الحشر هو حشر اليهود من بني النضير الى أرض الشام ، وثاني الحشر حشر الناس يوم القيامة الى أرض الشام أيضا.
وقال البلخي : يريد أول الجلاء ، لان بني النضير أول من أجلى من أرض العرب. والحشر جمع الناس من كل ناحية ، ومنه الحاشر الذي يجمع الناس الى ديوان الخراج.
قوله (يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ) معناه : انهم كانوا يهدمون بيوتهم بأيديهم من داخل ليهربوا ويخرب المؤمنون من خارج ، على ما ذكره الحسن.
ثم قال (فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ) معناه : اتعظوا وفكروا فلا تغفلوا كما فعل هؤلاء ، فيحل بكم ما حل بهم. والحصون جمع حصن ، وهو البناء العالي المنيع.
ومن استدل بهذه الاية على صحة القياس في الشريعة فقد أبعد ، لان الاعتبار ليس من القياس في شيء ، وانما معناه الاتعاظ على ما بيناه ، ولا يليق بهذا الموضع قياس الشرع ، لأنه لو قال بعد قوله (يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ)