اليها بأنه سيلي الامر بعده أبو بكر وعمر وعثمان ، فتباشرا بذلك فانتشر الخبر.
وروى أصحابنا أنه أسر الى عائشة بما يكون بعده من قيام من يقوم بالأمر ودفع علي عليهالسلام عن مقامه ، فبشرت بذلك أباها ، فعاتبها (١) الله على ذلك.
وقوله تعالى (فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ) معناه : لما أخبرت التي أسر اليها بما خبرها به الى غيرها وأعلم الله تعالى نبيه ذلك فأظهره له (عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ).
وقوله (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) مع أن لهما قلبين ، لان كل ما تثبت الاضافة فيه معنى التثنية ، فلفظ الجمع أحق به ، لأنه أمكن وأخف باعراب الواحد وقلة الزائد ، وذلك في كل شيئين من شيئين ، ويجوز التثنية لأنها الأصل ، كما قال الراجز :
ظهراهما مثل ظهور الترسين
فجمع المذهبين.
وقوله (وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ) معناه : وان تعاونا على خلافه (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ) يعني الله هو الذي يتولى حفظه وحياطته ونصرته (وَجِبْرِيلُ) أيضا معين له وناصره (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) قال الضحاك : يعني خيار المؤمنين.
وقال قتادة : يعني الأتقياء.
وقال الزجاج : صالح المؤمنين واحد في موضع الجمع.
وقال أبو مسلم محمد بن بحر الاصفهاني : هو صالح المؤمنين على الجمع ، غير أنه حذفت الواو للاضافة. وهذا غلط ، لان النون سقطت للاضافة ، فكان يجب أن يثبت الواو في الخط ، وفي المصاحف بلا واو.
وروت الخاصة والعامة أن المراد ب «صالح المؤمنين» علي عليهالسلام ، وذلك
__________________
(١). في التبيان : فعاتبهم.