سورة النون
قوله (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ. ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) الآيات : ١ ـ ١٨.
اختلفوا في معنى نون في هذا الموضع ، فقال قوم : هو اسم من أسماء السورة ، مثل «حم» و «المص» و «ق» وما أشبه ذلك ، وهو الذي قلنا انه أقوى الأقوال.
وقال ابن عباس في رواية عنه : ان النون الحوت الذي عليه الأرضون. وفي رواية أخرى عنه : ان النون الدواة ، وهو قول الحسن وقتادة.
قوله (لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) قال الحسن : على دين عظيم وهو الإسلام. وقيل : أدب القرآن. وقال المؤرج : معناه على دين عظيم بلغة قريش. والخلق المرور في الفعل على عادة ، والخلق الكريم الصبر على الحق وسعة القول (١) وتدبير الأمور على مقتضى العقل ، وفي ذلك الرفق والاناة والحلم والمداراة.
قوله (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) قيل : في معناه قولان :
أحدهما : بأي فرقكم المفتون بما يجري مجرى الجنون.
والثاني : أن يكون معنى (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) كما يقال : ليس له معقول ، أي : عقل فتقديره ستعلم ويعلمون بمن منكم الجنون. وقيل : معنى الباء «في» فكأنه قال : في أيكم الجنون.
والمفتون المبتلى بتخيل الرأي كالمجنون ، وذلك كما يبتلى بشدة الهوى للمحبوب ، فيقال : فتن فلان بفلانة على هذا المعنى. وقال ابن عباس : بأيكم الجنون.
__________________
(١). في التبيان : البذل.