فصل : قوله (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ) الاية : ٢٨.
الايمان هاهنا هو الاعتراف بتوحيد الله على جميع صفاته والإقرار بنبوة نبيه وقبول ما جاء به من عند الله والعمل بما أوجبه عليهم. وفي اللغة الايمان هو التصديق.
فصل : قوله (وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ) الاية : ٣٠.
انما قال «بالرحمن» دون الله ، لان أهل الجاهلية من قريش ، قالوا : الله نعرفه والرحمن لا نعرفه ، ولذلك قالوا : (وَمَا الرَّحْمنُ أَنَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا) (١) وقال (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) (٢) وهو قول الحسن وقتادة.
فصل : قوله (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) الاية : ٣٩.
وجه اتصال هذه الاية بما تقدم ، هو أنه لما قال «لكل أجل كتاب» اقتضى أن يدخل فيه أعمال العباد ، فبين أن الله تعالى يمحو ما يشاء ويثبت ، لئلا يتوهم أن المعصية مثبتة بعد التوبة كما هي قبل التوبة.
وقيل : ان مما يمحى ويثبت الناسخ والمنسوخ.
وقيل : يمحو ما يشاء ويثبت مما يثبته الملكان ، لأنه لا يثبت الا الطاعات والمعاصي دون المباحات.
«وعنده ام الكتاب» معناه أصل الكتاب ، لأنه كتب أولا سيكون كذا وكذا لكل ما يكون ، فإذا وقع كتب أنه قد كان ما قيل انه سيكون.
وقيل : أصل الكتاب لان الكتب التي أنزلت على الأنبياء منه نسخت.
فصل : قوله (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) الاية : ٤١.
قيل : في معناه أربعة أقوال ، قال ابن عباس والحسن والضحاك : ما فتح
__________________
(١). سورة الفرقان : ٦٠.
(٢). سورة الاسراء : ١١٠.