فصل : قوله (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا») الاية : ١٣.
انما قالوا (أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا) وهم لم يكونوا على ملتهم قط لامرين :
أحدهما : أنهم توهموا ذلك على غير حقيقة أنهم كانوا على ملتهم.
والثاني : أنهم ظنوا بالنشوء أنهم كانوا عليها دون الحقيقة.
فصل : قوله (وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) الاية : ١٥.
معناه : استنصروا ، وهو طلب الفتح بالنصر ، ومنه قوله (وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا) (١) أي : يستنصرون.
وقال الجبائي : هو سؤالهم أن يحكم الله بينهم وبين أممهم ، لان الفتح الحكم ، ومنه قوله «الفتاح».
والجبرية طلب علو المنزلة بما ليس وراءه غاية من الوصف ، فإذا وصف العبد بأنه جبار كان ذما ، وإذا وصف الله به كان مدحا ، لان له علو المنزلة بما ليس وراءه غاية في الصفة.
والعنيد هو المعاند ، الا أن فيه مبالغة. والعناد الامتناع من الحق مع العلم به كبرا وبغيا.
فصل : قوله (وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي) الاية : ٢٢.
قال الجبائي : في الاية دلالة على أن السلطان لا يقدر على الإضرار بالإنسان بأكثر من اغوائه ودعائه الى المعاصي ، فأما بغير ذلك فلا يقدر عليه لأنه أخبر بذلك ويجب أن يكون صادقا ، لان الاخرة لا يقع فيها من أحد قبيح لكونهم ملجئين الى تركه.
__________________
(١). سورة البقرة : ٨٩.