فصل : قوله (تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ) الاية : ٢٣.
تحية بعضهم لبعض في الجنة سلام ، والتحية التلقي بالكرامة في المخاطبة كقولك أحياك الله لحياة طيبة سلام عليك وما أشبه ذلك ، تبشيرا لهم بدوام السلامة.
وروى أنس بن مالك عن النبي عليهالسلام أن هذه الشجرة الطيبة هي النخلة. وقال ابن عباس : هي شجرة في الجنة.
وقوله «يؤتي أكلها» أي : يخرج هذه الشجرة الطيبة ما يؤكل منها في كل حين.
وقال ابن عباس : في رواية يعني ستة أشهر الى صرام النخل ، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام ، وبه قال سعيد بن جبير والحسن ، وأهل اللغة يذهبون الى أن الحين هو الوقت ، قال النابغة :
يبادرها الراقون من سوء سمها |
|
تعلقه حينا وحينا تراجع (١) |
قوله (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ) الاية : ٢٦.
لما ضرب الله المثل للكلمة الطيبة ضرب المثل للكلمة الخبيثة بالشجرة الخبيثة.
قال أنس بن مالك ومجاهد : الشجرة الممثل بها هي شجرة الحنظل. قال أنس هي السرمان. وقال ابن عباس : هي شجرة لم تخلق بعد.
والمثل قول سائر يشبه فيه حال الثاني بالأول ، والكلمة انما تكون خبيثة إذا خبث معناها.
فصل : قوله (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ. رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ) الاية : ٣٥ ـ ٣٦.
أي : جنبنا عبادة الأصنام بلطف من ألطافك الذي نختار عنده الامتناع من
__________________
(١). ديوان النابغة : ٨٠.