الله ما عبدنا من دونه من شيء.
فصل : قوله (وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ) الاية : ٦٢.
المعنى أنهم مقدمون بالاعجال الى النار ، وهو قول العرب : أفرطنا فلانا في طلب الماء فهو مفرط ، إذا قدم لطلبه وفرط فهو فارط إذا تقدم لطلبه ، وجمعه فراط قال القطامي :
واستعجلونا وكانوا من صحابتنا |
|
كما تعجل فراط لوراد |
ومنه قول النبي عليهالسلام «أنا فرطكم على الحوض» أي : متقدمكم وسابقكم حتى تردوه ، ومنه يقال في الصلاة على الصبي الميت : اللهم اجعله لنا ولأبويه فرطا. وروي عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : أنا والنبيون فراط القاصفين ، أي : المذنبين.
وقيل : في وجه تعميمهم بالهلاك مع أن فيهم مؤمنين قولان :
أحدهما : أن الإهلاك وان عمهم فهو عقاب للظالم دون المؤمن ، لان المؤمن يعوض عليه.
الثاني : أن يكون ذلك خاصة ، والتقدير : ما ترك عليها من دابة من أهل الظلم.
فصل : (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ) الاية : ٦٦.
الفرق بين أسقينا وسقينا ، أن معنى أسقينا جعلنا له شرابا دائما من نهر أو لبن وغيرهما ، وسقيناه شربة واحدة ، ذكره الكسائي ، وبعضهم جعله لغتين ، ويحتج بقول لبيد :
سقى قومي بني مجد وأسقى |
|
نميرا والقبائل من هلال (١) |
__________________
(١). ديوان لبيد ١ / ١٢٨.