لأنه لو أمكنه أن يصرعه لكان له عليهم سلطان ، وأجاز أبو الهذيل وابن الاخشاذ ذلك.
فصل : قوله (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) الاية : ١٠٣.
قال الضحاك : أرادوا به سلمان الفارسي. وقال قوم : أرادوا به إنسانا يقال له : عايش أو يعيش كان مولى لحو يطب بن عبد العزى أسلم وحسن إسلامه.
فقال الله تعالى ردا عليهم (لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ) أي : يميلون اليه «أعجمي وهذا لسان عربي» كما تقول العرب للقصيدة : هذه لسان فلان ، قال الشاعر :
لسان السوء تهديها إلينا |
|
وحنت وما حسبتك ان تحينا |
والاعجمي الذي لا يفصح ، والعجمي منسوب الى العجم. والاعرابي البدوي والعربي منسوب الى العرب ، ومعناه ظاهر بين لا يشكل.
فصل : قوله (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) الاية : ١٠٦.
نزلت هذه الاية في عمار بن ياسر رحمة الله عليه أكرهه المشركون بمكة بأنواع العذاب.
وقيل : انهم غطوه في بئر ماء على أن يلفظ بالكفر ، وكان قلبه مطمئنا بالايمان فخاف من ذلك وجاء الى النبي عليهالسلام جزعا ، فقال له النبي عليهالسلام : كيف كان قلبك؟
قال : كان مطمئنا بالايمان ، فأنزل الله فيه الاية وأخبر أن الذين يكفرون بالله بعد أن كانوا مصدقين به بأن يرتدوا عن الإسلام فعليهم غضب من الله.
فصل : قوله (ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) الاية : ١٠٧.
معناه أحد شيئين :
أحدهما : أنه لا يهديهم الى طريق الجنة والثواب لكفرهم.