فذكر أنه تعالى العالم بذلك دون غيره.
وقد ضعف جماعة هذا الوجه ، قالوا : لان الوجه الاول أحسن ، لأنه ليس لنا أن نصرف أخبار الله الى أنه حكاية الا بدليل قاطع ، ولأنه معتمد الاعتبار الذي بينه الله عزوجل للعباد.
فصل : قوله (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) الاية : ٢٨.
معناه : يريدون تعظيمه والقربة اليه دون الرياء والسمعة ، فذكر الوجه بمعنى التعظيم ، كما يقال : أكرمته لوجهك أي : لتعظيمك ، لان من عادتهم أن يذكروا وجه الشيء ، ويريدون به الشيء المعظم ، كقولهم : هذا وجه الرأي ، أي : هذا الرأي.
فصل : قوله (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ (١)) الاية.
قال بعض أهل اللغة : الثمر المال ، والثمر المأكول. وجاء في التفسير أن الثمر النخل والشجر والثمر على ما روي عن جماعة من السلف الأصول التي تحمل الثمرة لا نفس الثمرة ، بدلالة قوله (فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها) أي : في الجنة.
فصل : قوله (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها) الاية : ٣٣.
الالف في (كِلْتَا) ليست ألف التثنية ، ولذلك لا يجوز أن تقول الاثنتان قام ، ويجوز أن يقال : كل الجنة أتت ، ولم يجز كل المرأة قامت ، لان بعض المرأة ليس بامرأة ، وبعض الجنة جنة ، فكأنه قال : كل جنة من جملتها أتت.
والمحاورة المراجعة في الكلام.
فصل : قوله : (أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ) الاية : ٣٧.
__________________
(١). كذا في جميع النسخ ، وسيأتى تمام الاية.