قوله (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً).
قال ابن عباس : أي مهلكا ، وبه قال قتادة والضحاك وابن زيد ، وهو من أو بقتة ذنوبه ، أي : أهلكته. وقال أنس بن مالك : وهو واد في جهنم من قيح ودم.
(فَظَنُّوا) أي : علموا (أَنَّهُمْ مُواقِعُوها وَلَمْ يَجِدُوا) عن دخولها معدلا ولا مصرفا ، لان معارفهم ضرورية. فالظن هاهنا بمعنى العلم ، وقد يكون الظن غير العلم ، وهو ما قوي عند الظان كون المظنون على ما ظنه ، مع تجويزه أن يكون على خلافه.
(وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) أي : خصومة.
والجدل شدة الفتل عن المذهب بطريق الحجاج ، وأصله الشدة ، ومنه الأجدل الصقر لشدته ، وسير مجدول شديد الفتل.
وقوله (وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ) معناه : ما منعهم من الايمان بعد مجيء الدلالة أن يستغفروا ربهم على ما سبق من معاصيهم أن تأتيهم سنة الأولين في مجيء العذاب من حيث لا يشعرون ، أو مقابلة من حيث يرون ، وانما هم بامتناعهم من الايمان بمنزلة من يطلب هذا حتى يؤمن كرها ، لأنهم لا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم.
فصل : قوله (وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) الاية : ٥٩.
من ضم الميم وفتح اللام وهو الاختيار ، فلان المصدر من أفعل ، والمكان يجيء على مفعل ، كقوله (أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ) (١) كذلك أهلكه الله مهلكا.
وكل فعل كان على فعل يفعل مثل ضرب يضرب فالمصدر مضرب بالفتح ،
__________________
(١). سورة الاسراء : ٨٠.