والزمان والمكان مفعل بكسر العين. وكل فعل كان مضارعه يفعل بالفتح نحو يشرب ويذهب ، فهو مفتوح أيضا ، نحو المشرب والمذهب.
وكل فعل كان على فعل يفعل بضم العين في المضارع ، نحو يدخل ويخرج فالمصدر والمكان منه بالفتح ، نحو المدخل والمخرج الا ما شذ منه نحو المسجد فانه من سجد يسجد.
قيل : فتى موسى كان يوشع بن نون. وقيل : ابن يوشع ، وسمي فتاة لملازمته إياه. (لا أَبْرَحُ) أي : لا أزال.
وقيل : انه كان وعد بلقاء الخضر عند مجمع البحرين. قال قتادة : مجمع البحرين بحر فارس والروم.
وقوله (فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما) يعني بين البحرين (نَسِيا حُوتَهُما) وانما نسيه يوشع بن نون وأضافه اليهما ، كما يقال : نسي القوم زادهم وانما نسيه بعضهم.
وقوله (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ) يعني الحوت (فِي الْبَحْرِ سَرَباً) قال ابن عباس وابن زيد ومجاهد : أحيى الله الحوت ، فاتخذ طريقه في البحر مسلكا وكان موسى وفتاه تزودا حوتا مملوكا حتى إذا كان حيث شاء الله رد الله الى الحوت روحه فسرب في البحر.
قال الحسن : وكان موسى سأل ربه هل أحد اعلم مني؟ يعني الآدميين ، فأوحى الله نعم عبدي الخضر ، فقال موسى : كيف لي بلقائه؟ فأوحى الله اليه أن يحمل حوتا في متاعه ويمضي على وجهه حتى يبلغ مجمع البحرين ، بحر فارس والروم المحيطان بهذا الخلق ، وجعل العلم على لقائه أن يفقد حوته ، فإذا فقدت الحوت فاطلب حاجتك عند ذلك ، فإنك تلقي الخضر عند ذلك.