باعه ، وحسن تعبيره ...
ومن ثمّ يقرّظه بكلمة تكون بمثابة شهادة علمية للتلميذ يبيّن فيه ميزانه ودرجته العلمية ، وحظّه منها.
هذا ، والّذي نقدّمه هذا اليوم للجامعة الإسلامية المباركة وحوزاتها الميمونة هي تقريرات أصولية المسمّاة ب «الهداية في الأصول» لعلم من أعلام الدين الكبار ، وحجّة من حجج الله العظام ، وفقيه من فقهاء أهل البيت الكرام ، ألا وهو سماحة المغفور له آية الله العظمى السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي قدسسره ، الّذي كرّس عمره الشريف في خدمة الدين ، والدفاع عن حياض شريعة جدّه سيد المرسلين ، على مدى قرن من الزمان ، خرّج فيه أفواجا أفواجا وجموعا كثيرة من أعلام المجتهدين ، ومشاهير العلماء الرساليّين ، الذين انتشروا في ربوع الأرض شرقا وغربا (يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللهِ)(١) متحمّلين للمسئولية الكبرى ، مؤدّين الأمانة التي هي في أعناقهم ، فتضيء بسناها النفوس ويتخرّج من معاقلها رجال الفضيلة.
لقد ورث الإمام الخوئي قدسسره ميراثا ضخما من آبائه وأجداده تمثّل بجملة من الفضائل والاستعدادات والاتّجاهات ، وإلى جانبها ملكته العلمية الراسخة التي وهبها الله تعالى له ، فجعلته في مقدّمة القافلة من العلماء المحقّقين ومن أقطاب
__________________
(١) الأحزاب : ٣٩.