كعروض الحرارة للماء بواسطة النار (١) ـ أو لم يكن له واسطة في الثبوت أيضا ، كعروض إدراك الكليّات للنفس الناطقة.
ويقابل العارض الذاتي بهذا المعنى ، العارض الغريب ، وهو ما يكون له واسطة في العروض بأن يعرض للشيء أوّلا ثمّ بواسطته يعرض للشيء الآخر ، كالتحرّك العارض لجالس السفينة بسبب عروضه للسفينة ، فظهر أنّ الذاتي في مقابل الغريب قسم من أقسام العرضي ، وهو مقسم للعارض الذاتي والغريب.
ثمّ إنّ محمولات المسائل كلّها لها واسطة في الثبوت ، لوجود العلّة لها لا محالة ، ولها واسطة في الإثبات ، لعدم كونها بديهيّة ضرورية ، بل نظرية ، وذكروا أنّها عارضة لموضوع العلم بلا واسطة في العروض.
وقسّموا العارض إلى سبعة أقسام :
١ : ما يعرض للشيء بلا وساطة شيء لا ثبوتا ولا عروضا ، كعروض الإدراك للنفس الناطقة ، ومثله عوارض غيرها من البسائط ، ولا إشكال في كونه من الذاتي.
٢ ـ ٣ : وما يعرض بواسطة أمر داخلي أعمّ أو أخصّ.
٤ ـ ٧ : وما يعرض للشيء بواسطة أمر خارجي أعمّ أو أخصّ أو مساو أو مباين.
__________________
(١) ليست النار علّة وواسطة لعروض الحرارة للماء ، لأنّ الحرارة لم تعرض أوّلا للنار ثم بواسطتها للماء ، بل هي واسطة في ثبوت الحرارة للماء (م).