نعم فهم القرآن بجميع خصوصياته ومزاياه مختصّ بمن نزل في بيتهم من الأئمّة الطيّبين الطاهرين الوارثين لعلم النبيّ صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.
الأمر الثاني عشر : وقع الخلاف في كون المشتقّ حقيقة في خصوص المتلبّس بالمبدإ أو الأعمّ منه ومن المنقضي عنه المبدأ بعد الاتّفاق ـ عدا ما حكي عن السكّاكي ـ على أنّه مجاز فيما لم يتلبّس به بعد ولكنّه يتلبّس به في الاستقبال إذا كان الحمل بعلاقة الأول لا باعتبار حال التلبّس ، ك «زيد ضارب غدا» فإنّه حقيقة بلا إشكال ولا كلام.
وقبل الورود في البحث نقول : المحمولات على أقسام خمسة :
منها : ما يكون محمولا على الذات باعتبار أنّ مبدأه مقوّم للذات ، الّذي يسمّى بذاتيّ باب إيساغوجي ، كقولنا : زيد إنسان أو حيوان أو ناطق.
ومنها : ما يكون من قبيل خارج المحمول ، الّذي يحمل على الذات باعتبار أنّ مبدأه منتزع عن مقام الذات ، ويكون من الذاتيّ في باب البرهان ، الّذي يكفي وضع الذات فقط لانتزاعه ، وهذا كقولنا : الإنسان ممكن ، أو اجتماع النقيضين ممتنع ، أو هذه علّة ، فإنّ الإمكان والامتناع والعلّيّة كلّ منها خارج عن الذات ومحمول على الذات باعتبار انتزاعه عن نفس الذات ، وبهذا الاعتبار يسمّى