التنبيه الثاني : ذكر الفلاسفة أنّ الفرق بين المشتقّ والمبدأ بالاعتبار ، وأنّ المبدأ مأخوذ بشرط لا والمشتقّ مأخوذ لا بشرط.
وصاحب الكفاية ـ قدسسره ـ أرجع كلامهم إلى أنّ المشتقّ أخذ لا بشرط من حيث الحمل ، فهو بمفهومه لا يأبى ولا يعصي عن الحمل ، بخلاف المبدأ ، فإنّه بما أنّه أخذ بشرط لا من جهة الحمل فهو بمفهومه عاص عن الحمل (١).
وبالجملة جعل ـ قدسسره ـ اللابشرطية ذاتيّة للمشتقّ ، والبشرط اللائية ذاتيّة للمبدإ بمعنى أنّ مقصود الفلاسفة من كون المشتقّ لا بشرط : أنّ مفهومه في ذاته مفهوم لا بشرط ، أي غير عاص عن الحمل ، ومن كون المبدأ بشرط لا : أنّ مفهومه في ذاته بشرط لا ، أي عاص عن الحمل ، فهناك مفهومان : أحدهما لا بشرط بذاته ، والآخر بشرط لا بذاته.
ثمّ نسب الغفلة إلى صاحب الفصول ـ قدسسره ـ حيث أورد عليهم بأنّ العلم ـ وإن اعتبر لا بشرط ـ لا يكون عالما بالضرورة ، فاعتبر صاحب الفصول (٢) اللابشرطية والبشرط اللائية بالقياس إلى شيء واحد ومفهوم فارد.
والحقّ ما استظهره صاحب الفصول ـ قدسسره ـ من كلامهم ، فإنّ كلام المحقّق الدواني (٣) صريح في ذلك.
__________________
(١) كفاية الأصول : ٧٤.
(٢) الفصول الغروية : ٦٢.
(٣) الأسفار ٦ : ٦٣ ذيل الفصل ٧.