كأوامر الطبيب ، يكون مصداقا للشفاعة والإرشاد دون الأمر.
وصدقه وإطلاقه على طلب المستعلي من العالي ـ كما في إطلاقه على طلبه في مقام تقبيحه وتوبيخه بمثل «لم تأمره؟» ـ يكون بالعناية والمجاز ، وجعل نفسه عاليا ادّعاء ، فطلبه حينئذ أمر ادّعائي لا حقيقي ، فإطلاق الأمر على طلبه لا يكون ناشئا من استعلائه حتى يكون الإطلاق حقيقيّا حيث إنّ الاستعلاء حقيقيّ لا ادّعائي ، بل باعتبار جعل نفسه عاليا واعتقاده بذلك حسب ما يظهر من استعلائه ، وهو صرف ادّعاء لا حقيقة له على الفرض ، فلا يكون الإطلاق حقيقيّا.
ثم إنّ في عبارة المتن في قوله : «وتقبيح الطالب السافل من العالي» (١) إلى آخره ، مسامحة جدّاً ، إذ نفس التوبيخ والتقبيح وبيان وجههما في مقام اعتبار العلوّ في تحقّق مفهوم الأمر مستدرك.
والأولى في تقريبه : ما ذكرنا من أنّ إطلاق الأمر على طلب المستعلي من العالي في مقام تقبيحه وتوبيخه بمثل «لم تأمره؟» يكون بالعناية والمجاز.
الجهة الثالثة : أنّه هل لفظ الأمر مجرّدا عن القرينة يدلّ على الطلب الوجوبيّ أم لا؟
والكلام يقع في مقامين :
__________________
ـ النسائي ٨ : ٢٤٥ ـ ٢٤٦ ، سنن ابن ماجة ١ : ٦٧١ ـ ٢٠٧٥ بتفاوت يسير في اللفظ.
(١) كفاية الأصول : ٨٣.