بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين.
أمّا بعد فالدين مشتمل على أصول وفروع ، والمتكفّل لتحقيق أصوله ـ التي هي عبارة عن عدّة عقائد ـ هو علم الكلام ، ولفروعه ـ التي هي عبارة عن عدّة أحكام ـ هو علم الفقه ، وله مبان ومدارك يتوقّف عليها توقّف غصون الشجرة على أصلها ، ولذا يسمّى بأصول الفقه.
ومنه ظهر أهمّية علم الأصول ، فإنّه ممّا تتوقّف عليه فروع الدين وأحكام شريعة سيّد المرسلين ، ولولاه لما استقرّت قواعد الشرع المبين ، ولأجل ذلك تصدّى الأكابر لتمهيد قواعده وتبيين ضوابطه بتدوين كتاب مستقلّ له أو في ضمن المباحث الفقهيّة ، فكلّ من أراد الوصول في علم الفقه إلى محصول لا بدّ من علم