الثبوت غير معقول ، ولا يعقل أن يكون المولى الحكيم الملتفت إلى حكمه جاهلا بموضوع حكمه وأنّه هل هو العالم مطلقا أو العالم العادل ، فإذا قال : «أكرم العلماء» من دون تقييد وكان في مقام البيان ، يدلّ ـ بضميمة قرينة الحكمة وأنّه لو كان هناك قيد آخر له دخل في غرضه لكان عليه البيان ـ على أنّ الموضوع هو العالم مطلقا ، وإذا قال : «أكرم كلّ عالم» فقد بيّن أنّ موضوع حكمه هو العالم مطلقا بواسطة لفظ «كلّ» فلا يحتاج بعد ذلك إلى قرينة الحكمة ، حيث إنّها في مورد عدم البيان والمفروض أنّه بيّنه ، فإنّ لفظ «كلّ» متكفّل لبيان عموميّة المدخول وأنّه شامل لكلّ ما يصلح أن ينطبق عليه.
وبعبارة أخرى : لفظ «كلّ» يدلّ على أنّ مدخوله ـ الّذي كان صالحا لأن ينطبق على جميع الأفراد وقابلا لذلك قبل دخول لفظ «كلّ» عليه ـ منطبق على الجميع ومراد منه فعلا (١).
وأمّا الجمع المحلّى باللام فالظاهر أنّه يفيد العموم أيضا بلا احتياج إلى جريان مقدّمات الحكمة ، لوضوح الفرق بين المفرد المحلّى باللام والجمع من حيث احتياج مقدّمات الحكمة للدلالة على العموم في الأوّل وعدمه في الثاني ، كما لا يخفى.
* * *
__________________
(١) أقول : قد أورد سيّدنا الأستاذ على صاحب الكفاية إيرادا قد انمحى عن خاطري. (م).