الفصل الثامن
فيما هو شرط من معرفة الناسخ والمنسوخ
اعلم أن معرفة النّاسخ والمنسوخ باب عظيم من علوم القرآن. ومن أراد أن يخوض فى بحر التفسير ففرض عليه الشروع فى طلب معرفته ، والاطّلاع على أسراره ، ليسلم من الأغلاط ، والخطإ الفاحش ، والتأويلات المكروهة.
والكلام فى ذلك على سبيل الإجمال من عشرة أوجه : الأوّل فى أصل النسخ ومذاهب النّاس فيه. الثانى فى حدّ النسخ ومعناه. الثالث فى حقيقته من حيث اللغة. الرّابع فى حكمته (١) الحقّ ، والسرّ فى نسخ أمر بأمر. الخامس فى بيان ما يجوز نسخه. السّادس فى سبب نزول آية النسخ. السّابع فى وجوب معرفة النّاسخ والمنسوخ. الثامن فى أنواع ما فى القرآن من المنسوخ. التّاسع فى ترتيب نسخ أحكام القرآن أوّلا فأوّلا. العاشر فى تفصيل سور القرآن الخالية عن الناسخ والمنسوخ.
أمّا أصل النسخ فالنّاس على مذهبين : مثبتون ومنكرون. والمنكرون صنفان :
صنف خارج على ملّة الإسلام. وهم اليهود فإنهم أجمعوا (٢) على أنّه
__________________
(١) فى الأصلين : «حكمة».
(٢) ب : «أجمعون»