يعنى فاتحة الكتاب ، السّبع المثانى ؛ لانها تثنى (١) فى كل صلاة ، أو لاشتمالها على الثّناء على الله تعالى ، أو لتثنية نزولها ، سورة الفاتحة ، سورة الثناء ، سورة أمّ القرآن ، سورة أم الكتاب ، سورة الأساس ، الرّقية ، لقوله صلىاللهعليهوسلم (وما (٢) أدراك أنّها رقية).
المقصود من نزول هذه السّورة تعليم العباد التيمّن والتبرّك باسم الله الرحمن الرحيم فى ابتداء الأمور ، والتّلقين بشكر (٣) نعم المنعم ؛ والتوكّل عليه فى باب الرّزق المقسوم ، وتقوية رجاء العبد برحمة الله تعالى ، والتّنبيه على ترقّب العبد الحساب والجزاء يوم القيامة ، وإخلاص العبوديّة عن الشرك ، وطلب التوفيق والعصمة من الله ، والاستعانة والاستمداد فى أداء العبادات ، وطلب الثبات والاستقامة على طريق خواصّ عباد الله ، والرّغبة فى سلوك مسالكهم ، وطلب الأمان من الغضب ، والضلال فى جميع الأحوال ، والأفعال ، وختم الجميع بكلمة آمين ، فإنها استجابة للدعاء ، واستنزال للرّحمة ، وهى خاتم الرّحمة الّتى ختم بها فاتحة كتابه.
وأمّا النّاسخ والمنسوخ فليس فيها شيء منهما.
وأمّا المتشابهات فقوله (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ) فيمن جعل البسملة منها ، وفى تكراره أقوال. قيل : كرّر للتّأكيد. وقيل : كرّر لأن المعنى : وجب الحمد لله لأنه الرّحمن الرّحيم. وقيل : إنما كرّر لأن الرحمة هى الإنعام على المحتاج
__________________
(١) أى تكرر.
(٢) فى القرطبى ١ / ١١٣ : «ثبت ذلك من حديث أبى سعيد الخدرى وفيه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال للرجل الذى رقى سيد الحى : ما أدراك أنها رقية؟ فقال يا رسول الله شىء ألقى فى روعى. أخرجه الأئمة»
(٣) كذا. والمناسب : «لشكر المنعم» وكأنه ضمن التلقين معنى التعريف.