قوله (لَآياتٍ (١) لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) خص العقل بالذكر ؛ لأنه (٢) به يتوصّل إلى معرفة الآيات. ومثله فى الرعد والنحل والنور والروم.
قوله (ما أَلْفَيْنا (٣) عَلَيْهِ آباءَنا) فى هذه السورة وفى المائدة ولقمان (ما (٤) وَجَدْنا) لأن ألفيت يتعدى إلى مفعولين ، تقول : ألفيت زيدا قائما. ووجدت يتعدى مرة إلى مفعول واحد : وجدت الضالة ؛ ومرة إلى مفعولين : وجدت زيدا قائما ؛ فهو مشترك. وكان الموضع الأول باللفظ الأخصّ أولى ؛ لأن غيره إذا وقع موقعه فى الثانى والثالث علم أنه بمعناه.
قوله (أَوَلَوْ (٥) كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً) وفى المائدة (لا يَعْلَمُونَ) (٦) لأنّ العلم أبلغ درجة من العقل. ولهذا يوصف تعالى بالعلم ، لا بالعقل ؛ وكانت دعواهم فى المائدة أبلغ ، لقولهم (حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا) فادّعوا النهاية بلفظ (حسبنا) فنفى ذلك بالعلم وهو النّهاية. وقال فى البقرة : (بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا) ولم يكن النّهاية ، فنفى بما هو دون العلم ؛ ليكون كلّ دعوى منفيّة بما يلائمها.
قوله (وَما (٧) أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ) قدّم (بِهِ) فى هذه السورة ، وأخرها فى المائدة (٨). والأنعام (٩) ، والنحل (١٠) ؛ لأن تقديم الباء الأصل ؛ فإنها
__________________
(١) الآية ١٦٤
(٢) ب : «لأن»
(٣) الآية ١٧٠
(٤) الآية ١٠٤ سورة المائدة والآية ٢١ سورة لقمان.
(٥) الآية ١٧٠
(٦) الآية ١٠٤
(٧) الآية ١٧٢
(٨) الآية ٣
(٩) الآية ١٤٥
(١٠) الآية ١١٥