بلفظ الفعل فلسابقة معنى يتضمّن فعلا. أمّا سورة الأنعام ففيها (لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها) ، ثمّ وصلها بقوله : (قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا) وفى يونس تقدّمه قوله : (ثُمَّ نُنَجِّي (١) رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ) ثمّ قال : (وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ) وفى الأنبياء تقدّمه قول الكفار لإبراهيم فى المجادلة (لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ قالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ) وفى الفرقان تقدّمه قوله : (أَلَمْ (٢) تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ) وعدّ نعما جمّة فى الآيات ثمّ قال : (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ) تأمّل ؛ فإنه برهان ساطع للقرآن.
فضل السّورة
لم يرو سوى هذه الأخبار الضّعيفة (٣) (من قرأ سورة الأعراف جعل الله بينه وبين إبليس سترا يحرس منه ، ويكون ممن يزوره فى الجنة آدم. وله بكل يهودى ونصرانى درجة فى الجنة) وعنه صلىاللهعليهوسلم : يا علىّ من قرأ سورة الأعراف قام من قبره وعليه ثمانون حلّة ، وبيده براءة من النار ، وجواز على الصّراط ، وله بكل آية قرأها ثواب من برّ والديه ، وحسن خلقه. وعن جعفر الصّادق رضى الله عنه : من قرأ سورة الأعراف فى كل شهر كان يوم القيامة من الآمنين. ومن قرأها فى كل جمعة لا يحاسب معه (٤) يوم القيامة ، وإنّها تشهد لكلّ من قرأها.
__________________
(١) الآية ١٠٣.
(٢) الآية ٤٥.
(٣) أورد البيضاوى فى آخر السورة صدر هذا الحديث وقال فيه الشهاب : «حديث موضوع. ولا عبرة برواية الثعلبى له عن أبى هريرة رضى الله عنه».
(٤) كذا أى لا يجرى الحساب معه. والأولى حذفها.