تجهيزه إيّاهم أوّل ما دخلوا عليه. والثانى (١) حين أرادوا الانصراف من عنده فى المرّة الثانية. وذكر (٢) الأوّل بالواو ؛ لأنّه أوّل قصصهم (٣) معه ، والثّانى بالفاء ، عطفا على (وَلَمَّا دَخَلُوا) وتعقيبا له.
قوله : (تَاللهِ) فى ثلاثة (٤) مواضع : الأوّل يمين (٥) منهم أنهم ليسوا سارقين ، وأنّ أهل مصر بذلك عالمون. والثّانى (٦) يمين (٧) منهم أنّك لو واظبت على هذا الحزن والجزع تصير حرضا ، أو تكون من الهالكين ، والثالث (٨) يمين منهم أنّ الله فضّله عليهم ، وأنّهم كانوا خاطئين.
قوله : (وَما أَرْسَلْنا (٩) مِنْ قَبْلِكَ) وفى الأنبياء (وَما أَرْسَلْنا (١٠) قَبْلَكَ) بغير (من) لأن (قبل) اسم للزّمان السّابق على ما أضيف إليه ، و (من) يفيد استيعاب الطّرفين ، وما فى هذه السّورة للاستيعاب. وقد يقع (قبل) على بعض ما تقدم ؛ كما فى الأنبياء ، وهو قوله : (ما آمَنَتْ (١١) قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ) ثم وقع عقبه (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ) فحذف (١٢) (من) لأنّه هو بعينه.
__________________
(١) الآية ٧٠. والتلاوة فى هذه : (فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ ..)
(٢) أ ، ب : «ذكروا» وما أثبت عن الكرمانى.
(٣) فى الكرمانى : «قصتهم».
(٤) بل هى أربعة. ففى هامش الكرمانى هنا : «والرابع ما ذكره ، وهو قوله : (تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ) وهو يمين من أولاد أولاده على أنه لم يزل على محبة يوسف».
(٥) الآية ٧٣.
(٦) الآية ٨٥.
(٧) ب : «بمعنى».
(٨) الآية ٩١.
(٩) الآية ١٠٩.
(١٠) الآية ٧.
(١١) الآية ٦.
(١٢) فى الكرمانى : «بحذف».