مقصود السّورة : بيان حجّة التوحيد فى تخليق السّماوات والأرض ، واستخراج الأنهار والأشجار والثمار ، وتهديد الكفّار ، ووعيدهم ، وذكر تخليق الأولاد فى أرحام الأمهات ، على تباين الدّرجات ، ومع النقصان والزّيادات ، فى الأيّام والسّاعات ، واطّلاع الحقّ تعالى على بواطن الأسرار ، وضمائر الأخيار (١) والأشرار ، وذكر السّحاب ، والرّعد ، والبرق ، والصّواعق ، والانتظار (٢). والرّدّ على عبادة الأصنام ، وقصّة (٣) نزول القرآن من السّماء ، والوفاء بالعهد ، ونقض الميثاق ، ودخول الملائكة بالتسليم على أهل الجنان ، وأنس أهل الإيمان ، بذكر الرّحمة ، وبيان تأثير القرآن ، فى الآثار والأعيان ، وكون عاقبة أهل الإيمان إلى الجنان ، ومقرّ (٤) مرجع الكفّار إلى النّيران ، والمحو والإثبات فى اللّوح بحسب مشيئة الديّان ، وتقدير الحقّ فى أطراف الأرض بالزّيادة والنقصان ، وتقرير (٥) نبوّة المصطفى بنزول الكتاب ، وبيان القرآن فى قوله : (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً) إلى آخر السّورة.
__________________
(١) أ ، ب : «الأخبار والأسرار» والوجه ما أثبت فلا يتكرر (الأسرار) مع السجعة السابقة.
(٢) كذا فى أ ، ب. والظاهر أن هذا تحريف عن (الانكار) وهو اشارة الى قوله تعالى : (وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ).
(٣) تابع ما فى تنوير المقباس فى تفسير قوله تعالى : (أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها ..) أن المراد بالماء القرآن. وهو وجه بعيد لم يعرج عليه المفسرون. وانما المراد المطر النازل من السماء ضربه اذ يكون سيلا وزبده مثلا للحق والباطل.
(٤) الأولى حذفها. وهى فى ب غير منقوطة وغير واضحة ويشبه أن يكون الكاتب سبق إليها قلمه فلم يتمها.
(٥) أ ، ب : «تقدير».