قوله : (مِمَّا كَسَبُوا (١) عَلى شَيْءٍ) والقياس على شىء ممّا كسبوا كما فى البقرة (٢) لأنّ على (من (٣) صلة القدرة ، ولأن (مِمَّا كَسَبُوا) صفة لشىء. وإنّما قدم فى هذه السورة لأن) الكسب هو المقصود بالذكر ، وأنّ المثل ضرب للعمل ، يدلّ عليه قوله : (أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ).
قوله : (وَأَنْزَلَ (٤) مِنَ السَّماءِ ماءً) وفى النّمل : (وَأَنْزَلَ لَكُمْ (٥) مِنَ السَّماءِ) بزيادة (لَكُمْ) ؛ لأنّ (لَكُمْ) فى هذه السّورة مذكور فى آخر الآية ، فاكتفى بذكره ، ولم يكن فى النّمل فى آخرها ، فذكر فى أوّلها. وليس قوله : (ما كانَ لَكُمْ) يكفى من ذكره ؛ لأنّه نفى لا يفيد معنى الأوّل.
قوله : (فِي الْأَرْضِ (٦) وَلا فِي السَّماءِ) قدّم الأرض ؛ لأنّها خلقت قبل السّماء ؛ ولأنّ هذا الدّاعى فى الأرض. وقدّمت الأرض فى خمسة مواضع : هنا ، وفى آل عمران (٧) ، ويونس (٨) ، وطه (٩) ، والعنكبوت (١٠).
قوله : (وَلِيَذَّكَّرَ (١١) أُولُوا الْأَلْبابِ) (خص (١٢) أولى الألباب) بالذكر لأنّ المراد فى الآية التّذكّر ، والتدبّر ، والتّفكّر فى القرآن ، وانّما يتأتّى ذلك منهم ، مثله فى البقرة (وَمَنْ (١٣) يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) (١٤) يريد فهم معانى
__________________
(١) الآية ١٨.
(٢) الآية ٢٦٤.
(٣) سقط ما بين القوسين فى أ.
(٤) الآية ٣٢.
(٥) الآية ٦٠.
(٦) الآية ٣٨.
(٧) الآية ٥.
(٨) الآية ٦١.
(٩) الآية ٤.
(١٠) الآية ٢٢.
(١١) الآية ٥٢.
(١٢) سقط ما بين القوسين فى أ.
(١٣) الآية ٢٦٩.
(١٤) فى أ ، ب : «يؤيد» وظاهر أنه محرف عما أثبت.