البليّات ، ووعد المتّقين والمحسنين بأعظم المثوبات ، بقوله : (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ).
النّاسخ والمنسوخ فى هذه السّورة ثلاث آيات منسوخة م (تَتَّخِذُونَ (١) مِنْهُ سَكَراً) م (إِنَّما (٢) حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ) ن (فَإِنَّما (٣) عَلَيْكَ الْبَلاغُ) م آية السّيف (٤) ن (وَجادِلْهُمْ (٥) بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) م آية (٦) السّيف ن.
المتشابهات
فيها فى موضعين (إِنَ (٧) فِي ذلِكَ لَآياتٍ) بالجمع. وفى خمسة مواضع : (إِنَ (٨) فِي ذلِكَ لَآيَةً) على الوحدة. أما الجمع فلموافقة قوله : (مُسَخَّراتٌ) (٩) فى الآيتين ؛ لتقع المطابقة فى اللفظ والمعنى. وأمّا التوحيد فلتوحيد المدلول عليه.
من الخمس قوله : (إِنَ (١٠) فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) وليس له نظير. وخصّ بالذّكر لاتّصاله بقوله : (وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ) ؛ فإن اختلاف ألوان الشىء وتغيّر أحواله يدلّ على صانع حكيم لا يشبهها ولا تشبهه ، فمن تأمل فيها اذّكّر.
__________________
(١) الآية ٦٧
(٢) الآية ٣٣ سورة الأعراف. والآية : (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ) وكونها ناسخة لآية النحل مبنى على تفسير الاثم بالخمر ، كما فى ناسخ ابن حزم. ومن لا يفسر الاثم بالخمر يجعل الناسخ قوله تعالى فى سورة المائدة : (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ) فى الآية ٩٠
(٣) الآية ٨٢
(٤) الآية ٥ سورة التوبة
(٥) الآية ١٢٥
(٦) الآية ٥ سورة التوبة
(٦) (*) هذا الفصل خلا منه الأصلان (أ ، ب) ونقل من كتاب «البرهان فى متشابه القرآن» لتاج القراء محمود بن حمزة الكرمانى ، نقلا عن نسخة مخطوطة فى المكتبة الأزهرية تحت رقم (١٩٤) علوم القرآن.
(٧) الآية ١٢ ، والآية ٧٩.
(٨) الآيات ١١ ، ١٣ ، ٦٥ ، ٦٧ ، ٦٩.
(٩) الآية ١٢ ، والآية ٧٩.
(١٠) الآية ١٣.