مجرى القسم موافقة لقوله : (وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ) وليس له نظير ، وبينهما : (وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ).
قوله : (فَأَصابَهُمْ (١) سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا) هنا وفى الجاثية (٢) ، وفى غيرهما (٣) (ما كَسَبُوا) ؛ لأن العمل أعمّ من الكسب ، ولهذا قال : (فَمَنْ يَعْمَلْ (٤) مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) وخصّت هذه السورة (بالعمل) لموافقة ما قبله : (ما كُنَّا (٥) نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلى إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ولموافقة ما بعده وهو قوله : (وَتُوَفَّى (٦) كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ) ومثله : (وَوُفِّيَتْ (٧) كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ) فى الزمر. وليس لها نظير.
قوله : (لَوْ شاءَ اللهُ (٨) ، ما عَبَدْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ) قد سبق.
قوله : (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ (٩) ما فِي السَّماواتِ) قد سبق.
قوله : (لِيَكْفُرُوا (١٠) بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) ومثله (١١) فى الروم و (فى) العنكبوت : (وَلِيَتَمَتَّعُوا (١٢) فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) باللام والياء. أما التاء فى السورتين فبإضمار القول أى قل لهم : تمتعوا ، كما فى قوله : (قُلْ تَمَتَّعُوا (١٣) فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ) وكذلك : (قُلْ (١٤) تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ).
__________________
(١) الآية ٣٤.
(٢) الآية ٣٣. والتلاوة فيها : (وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا).
(٣) كما فى الآيتين ٤٨ ، ٥١ فى سورة الزمر.
(٤) الآيتان ٧ ، ٨ من سورة الزلزلة.
(٥) الآية ٢٨.
(٦) الآية ١١١.
(٧) الآية ٧٠. وكان عليه أن يذكر مع الجاثية الآية ٣٥ من الزمر ففيها : (لِيُكَفِّرَ اللهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا) لتكون الآية التى ذكرها داعية الى التخصيص بالعمل.
(٨) الآية ٣٥.
(٩) الآية ٤٩.
(١٠) الآية ٥٥.
(١١) الآية ٣٤.
(١٢) الآية ٦٦.
(١٣) الآية ٣٠ سورة ابراهيم.
(١٤) الآية ٨ سورة الزمر.